الأسهم العالمية تتعافى بعد تطورات لأزمة إيطاليا والحرب التجارية
كان يوما حافلا بالتفاؤل في أسواق المال عقب ظهور محاولات من قبل الصين لتخفيف وطأة الضغوط التي تتعرض لها الأسواق من قبل مخاوف الحرب التجارية علاوة على انفراجة في أوروبا بعد التوصل إلى اتفاق على تشكيل ائتلاف حكومي بين الحزب الديمقراطي الإيطالي وحزب حركة خمس نجوم.
وكانت نتيجة هذا التفاؤل ارتفاع للدولار الأمريكي الذي استغل موقفه كعملة أحد الدول التي تشكل طرفا في الصراع التجاري الأمريكي الصيني علاوة على ظهور مخاوف حيال تعرض الاقتصاد الأمريكي إلى ركود في الفترة المقبلة، والذي ساعد الدولار الأمريكي على تحقيق مكاسب إضافية استنادا إلى كونه عملة من عملات الملاذ الآمن.
المستفيد الأكبر
كان المستفيد الأكبر من التفاؤل الذي ساد أسواق المال العالمية هو أسواق الأسهم العالمية التي استجابت بصعود مستندة إلى محاولات التهدئة الصينية للتوترات التجارية والتوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومية جديدة.
أنهت الأسهم الأوروبية تعاملاتها الخميس في الاتجاه الصاعد مستفيدة من هذه التطورات الإيجابية ليرتفع مؤشر ستوكس يوروب600 المركب لبورصات أوروبا إلى 376 نقطة بعد إضافة حوالي أربع نقاط أو أكثر من 1.00% إلى إغلاق الجلسة السابقة.
كما ارتفع مؤشر فوتسي100 لبورصة لندن إلى مستوى 7184 نقطة بعد مكاسب بواقع 70 نقطة أو حوالي 1.00%، وهو المؤشر الذي استفاد في صعوده أيضا من هبوط الإسترليني المستمر منذ إعلان موافقة ملكة بريطانيا على تعليق أعمال مجلس العموم حتى 14 أكتوبر، مما يقلص الفترة المتاحة أمام المشرعين البريطانيين للتوصل إلى تشريع باتفاق يحكم العلاقات المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد إتمام إجراءات البريكست.
وأعطى الاتحاد الأوروبي مهلة للحكومة البريطانية للتوصل إلى اتفاق مع البرلمان حول تسوية يمكن الاعتماد عليها في تنظيم العلاقات المستقبلية بين البلدين بعد الخروج البريطاني، والتي تنتهي في 31 أكتوبر المقبل.
كما ارتفع مؤشرا داكس30 الألماني وكاك40 الفرنسي بواقع 1.2% و1.6% على الترتيب، وهي ارتفاعات حادة مقارنة بالمستويات التي هبطت إليها تلك المؤشرات على مدار الشهر الجاري.
وحقق مؤشرا فوتسي إم آي بي الإيطالي وإيبيكس35 الإسباني ارتفاعات كبيرة أيضا بواقع 1.9% و0.6% على الترتيب.
أنهت الأسهم الأمريكية تعاملات الخميس في الاتجاه الصاعد بدفعة من موجة التفاؤل القوية التي اجتاحت الأسواق.
وارتفع داو جونز الصناعي إلى 26362 نقطة بعد إضافة 327 نقطة أو 1.25%. كما ارتفع مؤشر S&P500 إلى 2924 نقطة بعد مكاسب بلغت نسبتها 1.5% أو 37 نقطة. وكان ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة ثالث الخاسرين في وول ستريت بعد أن فقد حوالي 1.5% من قيم الإغلاق اليومي السابق.
ضحايا ارتفاع الدولار
كلف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريللا رئيس الوزراء الإيطالي المستقيل جيوسيبي بتشكيل حكومة إيطالية جديدة، والتي تُشكل من جناحين؛ أحدهما الحزب الديمقراطي الإيطالي وحزب حركة خمس نجوم الشعبوي الذي كان شريكا في الائتلاف الحكومي السابق.
وقال جاو فينج، المتحدث باسم وزارة التجارية الصينية، الخميس إن بلاده لن تستجيب بشكل فوري للتعريفة الجمركية الأمريكية الأخيرة التي فرضتها إدارة ترامب، وهي التعريفة التي تغطي جميع الواردات الأمريكية من الصين، مما خفف من حدة المخاوف حيال الحرب التجاري.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 98.41 نقطة مقابل الإغلاق اليومي السابق الذي سجل 98.21 نقطة. وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له على مدار يوم التداول الجاري عند 98.16 نقطة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 98.42 نقطة.
في المقابل، كانت عملات المخاطرة في مقدمتها اليورو والإسترليني ضحايا لارتفاع العملة الأمريكية، إذ تراجع اليورو/ دولار الخميس إلى 1.1056 مقابل الإغلاق المسجل الأربعاء الماضي عند 1.1077. وارتفع الزوج إلى أعلى المستويات على مدار يوم التداول الجاري عند 1.1093 مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1.1042.
وهبط الإسترليني الخميس لاستمرار المخاوف حيال المشهد السياسي البريطاني عقب قبول ملكة بريطانيا تعليق أعمال البرلمان إلى 14 أكتوبر المقبل، مما أثار مخاوف حيال أزمة دستورية علاوة على تقليص الفترة المتاحة أمام المشرعين البريطانيين لتمرير تشريع باتفاق للبريكست.
وتراجع الإسترليني/ دولار إلى 1.2179 مقابل الإغلاق اليومي السابق الذي سجل 1.2203. وارتفع الزوج إلى أعلى مستوى له على مدار يوم التداول عند 1.2232 مقابل أدنى مستوى له في نفس الفترة عند 1.2172.

أضف تعليق